التنسيق والتخطيط

لا يخفى على مشتغل بصدق في الأمور التربوية، وخائضٍ في غمار معضلاتها، ما يعانيه المتصدون – وهم المعلمون – لنقل هذه المناهج التربوية والعلوم المتشعبة من صفحات الكتب، إلى أذهان الطلاب…

كذلك لعله لا يخفى تنوّع الأسباب الكثيرة الحائلة دون تحقيق المستويات المتوخاة، مع كثير من الجهد المبذول أحياناً…

لكن أهم الأسباب وأقواها حضوراً في جميع المواطن، هذا العماد التربوي الأول بشقيه: المدرس، وطريقة المادة في العطاء، بعد تحديد المادة التعليمية كأساس…

وقد لعبت المناهج المقررة من المركز التربوي للبحوث والإنماء في الآونة الأخيرة، دوراً قاصما في تحديد الشطر الأخير من هذا العماد، حيث تسلطت على تحديد الدروس في كل سنة من السنوات، مع -تحديد كفايات الدرس الواحد وأهدافه…

وربما كان هذا وساماً بارزا على صدور المشتغلين بهذا التحديد لو أنهم أولوه ما يستحق من العناية، بعد أن كانوا رصدوا له الأكفاء العارفين بمصادر الثقافة الطلابية ووزنها.

إلا أنه قد ظهر بما هو أوضح من النهار في كبد الضحى إخفاق الكثيرين من هؤلاء، أو تقصيرهم فيما أوكل إليهم من المهام، فكان ما كان من تأكد طول بعض المناهج – بل أكثرها – مما أجبرهم على إصدار إسقاطات متلاحقة لبعض الدروس، أو إسقاط المادة برمتها كالتكنولوجيا،- بزعم عدم وجود المختبرات التي تستلزمها هذه المواد!!!-.

والحق أن عدم تطبيق هذه المادة تحديدا يرجع أ ولا لعدم وجود المدرس الواحد القادر على إعطاء هذه المادة الشاملة للعلوم والبيولوجيا والفيزياء والكيمياء وغير ذلك…

ثم للمستوى المتقدم جداً المطروحة فيه، حتى إنك قد تجد درسا واحدا يحتاج عند استيفائه حقه، عاماً كاملاً !!!. فلا تعجب!!!.

ولما لم يكن الموضع هنا بسط هذه الأمور، وتحليل أسبابها، مع الإكتفاء عن الإطالة اعتماداً على معرفة المعنيين بذلك، فقد صار لزاماً علينا الانتقال إلى الكلام عن حل هذه المعضلات أولاً على سبيل الإجمال، ثم على سبيل التفصيل…

وبمنتهى الاختصار، وغاية الإعتصار نقول: إن طريق الحل يبدأ أولاً بتقييم هذه المناهج تقييماً كلياً يشتمل على دروس المادة الواحدة في كل المراحل، ثم إعادة هيكلتها.

ثم العمل ثانياً على تقسيم هذه الدروس بما يتلاءهم مع المستوى وإعادة التذكير، ومن ثم الترتيب الذي تتطلبه مقتضيات الفهم … إلى غير ذلك.

هذا، زيادة على وضع المدرس بهذا التصور المجمل لمعرفة السابق واللاحق أولاً، ثم الوقوف على الغاية المرجوّة لمحور من المحاور، أو ارتباط لمجموعة من الدروس ولو لم تكن لصف واحد. مع ما يلتحق بذلك من أسباب العطاء النموذجية.

فلعلنا إذا ما وصلنا لهذا المبتغى، وعملنا على تحقيق بنوده وفقنا للمستوى المنشود المأمول على صعيديه العطائي والإستقبالي.