مناهج العالمية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن مدرسة مناهج العالمية، لهي نتاج سيرة تربوية، وعصارة ممارسة واقعية، كانت ولا زالت تستدر من تراث السالفين خطاها، ومن آثار منهج السائرين على الحق تضيء مسراها.

فبعد محاولات القائمين فيما سبق على الشؤون التربوية، والمدارس الاسلامية، والتي عادت في معظمها خائبة دون تحقيق أهدافها السامية في تخريج الشاب المسلم المتمسك بالشريعة، السائر على نهج السلف، فضلاً عن الاخفاقات في العلوم المدنية، التي صارت ديدن هذه المدارس، مما جعلها عرضة لألسنة الطاعنين. وأقلام المشككين.

عادت هذه المؤسسات ساعية لتحصيل ما فاتها من تللك العلوم لمجاراة المنافسين لها، استعادة دورها الغائب، لتشعر بعد حين أنها غرقت في تللك المنافسة، وأضحت كمثيلاتها لا فارق بين الجميع إلا من جهة الأسماء.

وهكذا عاد السائرون في هذه السبيل ليصبحوا آخر الركب، في مسيرة العملية التربوية. وخابت أحلام الناس في مصداقية هؤلاء.

ويشاء الله لنا أن نخوض غمار هذه العملية التربوية منذ عقود، لندرس، وندرب المعلمين، ونضع المناهج التربوية، لا سيما في مادتي العلوم الدينية، والللغة العربية، بعد عشرات المؤلفات التي منّ الله علينا بتأليفها، والتي وضع الكثير منها في مجال التعليم، سواء في لبنان، أو المملكة في المدارس العالمية، وعبر العالمين العربي والاسلامي.

وها نحن اليوم ننصب المداميك المتممة، لنكون في صرح تربوي واعد، نجمع فيه كل تلك الخبرات، وهاتيك المواد، وهيئة تدريسية طموحة غيبها الواقع المهزوم، متواصلين مع شريحة كبيرة تنتظر هذا الحدث بفارغ الصبر.

لقد رسمنا خطوات هذه المسيرة بدفة، ونسأل الله لنا التمام بالتوفيق والسداد.

فأسسنا للبنية الحاضنة لهذا المشروع من مكان وتجهيزات حديثة .

وانتخبنا مع مناهجنا تلك ما يماثلها ويشبهها، مما يعزز الالتزام الديني، والأخلاق الحميدة، والسلوك المستقيم. مع التفوق في مجالات العلوم المدنية.

وراعينا الحداثة في طرق التعليم وأساليبها، وأدخلنا ما قدرنا من وسائط التعليم السمعية والبصرية والألكترونية.

وضعنا سبل المراقبة والتطوير، وتحفيز المتميزين للوصول بهم الى ما نرجوه من كونهم مشروع اعلاء وتطوير لأمتهم ومجتمعهم وذويهم، على منهاج الصالحين.

خصصنا للمتفوقين منهم برامج متوازية للتوسع في العلوم الشرعية وحفظ القران الكريم.

اعتبرنا أن الطلاب وأهلهم هم مسؤليتنا في عملية الدعوة والتعليم، فكان من أهدافنا قسم كبير متجه لإصلاح واقع الأسرة مع الأبناء، ولبث تعاليم الشرع الحنيف وفيمه ومبادئه.